مزقوا توكيلات السيسي
قالها الفريق أول عبد الفتاح السيسي – وزير الدفاع – صريحة، مصوبا (كرسي في الكلوب) فوق الرؤوس، قالبا المائدة في وجوه كل من توسموا فيه خيرا، وظنوه منقذا لمصر من براثن الكيان الصهيو إخواني الغاصب لأرضها، ضاربا عرض الحائط بوهم عاشه كثيرون من أبناء الوطن، ممن فكروا – عبثا – أن يتحدوا البطش والطغيان بتوكيلات باسمه، كتبوها بمداد من الوارد أن يتحول إلي دماء في أية لحظة، والمؤكد أنهم يمزقونها الآن ومعها تتمزق قلوبهم حسرة، والأشد قسوة أنهم فجأة باتوا كالملتحفين بالسماء، مهددين في أية لحظة أن يتم اعتقالهم والتنكيل بهم، تماما كما يحدث لحظة كتابة السطور، مع دعاة حملة "تمرد"، وباقي شباب الثورة، دون تفرقة، ودون مغيث لهم إلا الله.
لقد قفز "السيسي" من السفينة، وباع من توسلوا إليه أن يمد إليهم يداه، ويقودهم – جيشا وشعبا – إلي بر النجاه، مضحيا بمن منحوه ثقتهم، رغم أنهم آثروا التجاوز – طوعا - عن آثار العدوان الجائر، الذي شنته جحافل سلاح المظلات المسلحة في ميدان التحرير ضد شباب مسالمين وفتيات في عمر الزهور فسحلوا الرجال وانتهكوا أعراض النساء في عز الظهر الأحمر، وأمام كاميرات العالم أجمع ومن قبل ذلك اغتصبوا عذريتهن، تشهد علي جرائمهم جدران التاريخ في الغرف المظلمة بالمتحف المصري.
الذين وكَّلوا السيسي من أجل مصر، ضحوا بما تبقي من كرامتهم المهدرة أصلا، وأبدوا استعدادهم لنسيان دمائهم التى سالت في ميدان التحرير، برصاص داخلية السي آي إيه، في مجزرة محمد محمود، وبقنابل غاز الأعصاب الذي قصفت به قوات الشرطة العسكرية، المتظاهرين في مجزرة مجلس الوزراء، ومن قبل ذلك أرواح شهداء الوطن من ضباط الجيش المصري الذين قتلهم جنود الجيش نفسه (!!!) في مجزرة 8 أبريل، كأكبر دليل علي أن قيادات العسكر لم تحمي الثورة وإنما اعتقلت وقتلت من دافع عنها، أو حاول تحقيق أهم مطالبها وقتئذ وحتى الآن: محاكمة الفاسدين والمجرمين والقتلة.......
ولو كان غير ذلك كما يزعمون، فلماذا تأخر - لا أقول إعدام - لكن فقط تسليم "الفريق طيار / محمد حسني مبارك" للعدالة إلي مابعد شهور من قيام الثورة، وبعد صراع في الميدان بين الثورة وأعدائها، وبالتحديد بعد اعتصام 8 يوليو؟؟؟
ومن الذي دمر أدلة إدانة الضباط السفاحين أو المجرمين من الجماعة هذه أو تلك، محلية الصنع أم أجنبية، حتى أن القضاة والنيابة كانوا يصرخون دون مجيب في المحاكم: أين الأدلة؟ أين شرائط الفيديو التى كانت ترصد كل شيئ في الميدان؟؟؟
ومن أجل حماية وحدة البلاد الوطنية، من إخوان السوء الصهيو - أميركيين، مضغ رجال الثورة آلامهم، وصمتوا علي مضض علي عملية القبض علي الدكتور أحمد معتز – أستاذ جراحة المخ والأعصاب بمستشفي القصر العيني – الذي عالج العشرات من ضحايا عدوان العسكر علي المدنيين، وتمكن عبر حالات الضحايا، من توثيق أدلة ارتكاب العسكر لجرائم حرب، باستخدام قنابل غاز الأعصاب المحرمة دوليا، قبل أن يتم خطفه (كمساجين جوانتانامو الأميركي) ونقله إلى مستشفي المجانين بالعباسية، وحقنه بحقنة تم استيرادها خصيصا من الولايات المتحدة "الأميريكية" لكي تجهز تماما علي سلاحه الوحيد: عقله.......
من أجل مصر، رغم كل ذلك، طالب من طالب أن ينزل جيش مصر لإنقاذ مصر، فأبي قائد الجيش مفضلا البقاء في الثكنات، شاهدا صامتا علي عمليات تفكيك اقتصاد مصر وبيعه بالقطعة عبر الصكوك، دافنا رأسه في الرمال بدعوي حماية الجيش، ولكن.......
هل نسي القائد أن جيشه غير قادر علي التحرك لحماية حدود مصر دونما غطاء سياسي من القيادة العليا للدولة، وهو الغطاء المخروم، الذي لن يسمح – علي سبيل المثال – بعملية عسكرية واسعة النطاق لسحق جميع مراكز الإرهاب السلفي الجهادي، المتمركزة بطول سيناء وعرضها، والواقعة تحت قيادة الإرهابي الطليق "محمد الظواهري".
هل نسي قائد الجيش أن الصفقة المعقودة بين الإخوان والسلفيين، لا تنص فقط علي إطلاق سراح الإرهابيين من المعتقلات، بل وعلي إطلاق أيديهم علي حدود مصر شرقا وغربا، مهددين الجيش في كل مكان، وهم الذين قتلوا الجنود قرب الحدود الليبية قبل يومين، وقتلوهم بمنطقة قريبة من الموقع ذاته قبل نحو اسبوعين، وقتلوهم قبل ذلك بعام في رمضان، ولم يحرك قائد الجيش ساكنا، لماذا؟
لأنه بلا غطاء سياسي.
ولكن لماذا يقبل الجيش أن يتغطي بالسراب؟
هذا هو السؤال الصعب.
ولكن مهما كانت الإجابة أصعب، ومهما كانت مرتبطة بضغوط من هنا أو هناك، داخلية كانت أم خارجية، فإن الجيش الذي وصفه رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – بخير أجناد الأرض، ينبغي أن تتحلي قيادته بالإيمان بالله، أكثر من أي شيئ آخر.
الإيمان بالله، ثم بقوة هذا الشعب، الذي – وحده إذا اجتمعت إرادته ووجد قائدا يلتف حوله - يكفي تماما ويزيد لكي يضمن النصر بإذن الله تماما كما كان حال مصر حينما حققت نصرها العظيم علي العدو الصهيوني في معركة أكتوبر 73، بينما وإذا ارتكنَّا لحسابات السلاح والسلاح المضاد، والعتاد والعدة والأفراد، فلن يكون أمامنا سوي الاستسلام، ورفع الراية البيضاء من الآن، لأن هذه الحسابات تماما في غير صالحنا.
الإيمان وحده الذي يهز الجبال وتهتز له عروش الشرق والغرب، فقط إذا تمسك به جند مصر العظيم، وشعبها، سيكون النصر العظيم.
سيادة الفريق/ عبد الفتاح السيسي: اسمح لي أن أسألك سؤالا: هل كنت تقصد شعب انجلترا أو حتى الهند، حينما أعلنت أن الانتخابات هي الطريق الوحيد للتغيير، أم كنت تخاطب شعب مصر؟؟؟
لا أتخيل أنك تصدق نفسك حينما تنتظر تغييرا سياسيا من مواطنين ثلاثة أرباعهم تشوهت إنسانيتهم وتخدرت عقولهم بأفيون ماركة "الكنز الاستراتيجي"، وهيروين ماركة "الماسونية سوزان"، والربع الباقي إما جهلاء سياسيا أو مغيبين ثقافيا، هم الذين هتفوا لمبارك صبيحة يوم 2 فبراير 2011، وهتفوا ضده أخر النهار.
إن أية انتخابات قادمة لن تأتي إلا عبر صناديق محشورة بأصوات المخدرين أو المخدوعين أو المعدمين المستعدين لبيع زوجاتهم – لا أصواتهم - مقابل خمسين جنيها، وترجل سيادتكم في عشش المقطم وبطن البقرة وشق الثعبان، لتصدق كلامي إن لم تكن تعلم، أو تجول إن شئت في حي بولاق الدكرور، أو انطلق شرقا في أرضك الخارجة علي سيطرتك الكاملة بسيناء، وتحدث هناك مع قبائل لازالت تعيش حياة البدو حتى الآن ونحن في القرن الواحد والعشرين، أو يمِّمْ جنوبا نحو صعيد مصر، الذي تركه الجاسوس المخلوع أفقر مكان في الشرق الأوسط بأكمله، وأكثره جهلا وتخلفا.
ياسيادة الفريق: سيسألك الله عن مسئوليتك يوم القيامة، ما فرطت فيها قبل ما وفيت بحقها، فإن كنت تري "التريث" حتى اكتمال تحويل مصر إلي ولاية إخوانية عاصمتها القاهرة، وبالمقابل الطبيعي دويلة قبطية عاصمتها برج العرب، وثالثة باسم أردنسطين عاصمتها غزة، ورابعة لأهل النوبة عاصمتها حلايب وشلاتين، فافعل، ولكن تأكد أن حتى التاريخ لن يذكرك، بل سيمحو اسمك من سجلاته، التى لا تحتفظ إلا بالعظماء أو بالطغاة، أما الذين لا موقف لهم فلا مكان لهم في التاريخ.
تعليقات
إرسال تعليق