ضغوط شديدة تسفر عن توقف برنامج أخر كلام
أعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم, عن إدانتها الشديدة لاستمرار التضييق علي الحريات الإعلامية بعد مرور نحو 9 أشهر علي بداية الثورة المصرية وتولي المجلس العسكري إدارة البلاد خلال المرحلة الانتقالية بهدف حماية الثورة وتحقيق أهدافها, الا انه وبعد مرور تلك الفترة لا يزال المجلس العسكري يمارس ضغوط مستمرة تحد من حرية التعبير والحريات الإعلامية وهو ما أدي الي القرار الذي اتخذه الإعلامي البارز "يسري فودة" مقدم برنامج "أخر كلام" علي شاشة قناة "ONTV" بتعليق تقديم برنامجه إلي أجل غير مسمي بسبب ما وصفه بالتدهور في حرية الإعلام.
وكان فودة قد أصدر بيان صحفي أمس الجمعة 21 أكتوبر أعلن فيه عن وجود ضغوط مباشرة و غير مباشرة علي من مازالوا يؤمنون بأهداف الثورة المصرية لإجبارهم علي فرض رقابة ذاتية علي أنفسهم وكتمان ما لا يصح كتمانه علي حد تعبيره.
حيث كان مقررا ان يستضيف برنامج أخر كلام في حلقة يوم الخميس 20 أكتوبر كلا من الكتاب والصحفيين "علاء الأسواني , وابراهيم عيسي , وياسر رزق" للتعليق علي مقتل القذافي في ليبيا ، وتحليل لقاء المجلس العسكري الذي أذيع علي قناتي دريم والتحرير في وقت سابق , الا اننا فوجئنا بعدم إذاعة الحلقة رغم الإعلان عنها ودون ذكر أي أسباب واضحة لذلك ، ثم تواردت انباء بأن السبب الرئيسي وراء عدم إذاعة الحلقة وإعلان يسري فودة تعليق برنامجه هو تدخل بعض الجهات في اختيار ضيوف حلقات البرنامج.
وقالت الشبكة العربية "ليس أقصى على الصحفي والإعلامي من التوقف عن الكتابة وطرح رأيه ، لذلك فنحن نعلم كم كان القرار صعبا على يسري فودة وخسارة لجمهوره، لكنه يبقى موقف مهني ملتزم ، ووسيلة احتجاج من إعلامي يحترم مبادئه و قلمه وجمهوره وهو ما جاء في اقوى وأنسب تعبير حين قال : فلأقل خيرا أو أصمت".
وكان المجلس العسكري قد أحال كلا من المدون والصحفي حسام الحملاوي والإعلامية ريم الماجد مقدمة برنامج بلدنا بالمصري للتحقيق أمام النيابة العسكرية بسبب حلقة من البرنامج أدان فيها الحملاوي الانتهاكات التي ترتكبها الشرطة العسكرية ضد المصريين, كما تم احالة الصحفي حسام السويفي والصحفي نبيل شرف الدين للتحقيق امام النيابة العسكرية بسبب حديثهم عن مؤشرات صفقة بين المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين , كما تم إحالة الناشطة اسماء محفوظ للتحقيق امام النيابة العسكرية علي خلفية جملة كتبتها علي موقع تويتر للتدوين القصير ، فضلا عن الرقابة الصارمة التي بات يعاني منها الصحفيين ، وهو ما يوضح الضغوط التي يتعرض لها النشطاء والإعلاميين خلال المرحلة الانتقالية.
وتذكر الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ان هذه ليست المرة الأولي التي يحدث فيها إيقاف برنامج نتيجة للرقابة الذاتية فسبق وأن قررت قناة دريم الفضائية ايقاف برنامج "صباح دريم" للإعلامية "دينا عبد الرحمن" علي خلفية حلقة من البرنامج انتقدت فيه أحد الضباط المقربين من المجلس العسكري حينما أساء لإحدى الصحفيات المصريات بشكل سافر.
والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان وهي ترصد كم الانتهاكات التي تمارس ضد الإعلام المصري من قبل المجلس العسكري والصمت المطبق من حكومة عصام شرف ، فهي تدق ناقوس الخطر للمجتمع المصري وتؤكد أنه ما من مجتمع يمكن أن يكون على الطريق الصحيح لديمقراطية حارب المصريين لأجلها ، في ظل تكبيل الإعلام وحصاره ، فضلا عن المحاكمات العسكرية واستمرار حالة الطوارئ البغيضة
تعليقات
إرسال تعليق