بالصور| فرشوط.. أشهر مدينة تجارية بالصعيد «تاريخ» تمحوه «مستنقعات» الصرف الصحي

عرفت مدينة فرشوط على مستوى الصعيد بسهولة حركة التجارة، حيث تستقبل البضائع من جميع المدن نظرًا لسهولة الطريق إليها، ولكن مع الوقت وبسبب إهمال شركة المياه والصرف الصحي بقنا تحولت الميزة إلى صداع يؤرق التجار المحليين، حيث دفعت مواسير الصرف الملقاة فى كل مكان التجار لإغلاق محالهم التجارية، وهرب بعضهم بحثًا عن لقمة العيش خارج المدينة بعد ان انقطعت حركة الشراء والبيع.

يقول رأفت الأمين، من تجار الصاغة بشارع البوستة متفرع من شارع بورسعيد التي يتميز بالصاغة ومحلات الجزارة وانتشار مصانع البلاط ، إنه منذ أكثر من عامين قامت شركة الصرف الصحي بوضع مواسير تمهيدًا لإنشاء شبكة صرف وتم تركها بدون الحفر لها مما تسبب في قتل الحركة المرورية، وأصبح الشارع الذي كان يعج بالزبائن خاليًا من السيارات لعدم قدرتهم على الدخول إليه.

ويضيف بركات الضمرانى، حقوقي من أهل المدينة،  أن فرشوط اتخذها الكثيرون عاصمة للتجارة ليس في قنا فقط بل في الصعيد بأكمله وكان يتوافد عليها العديد للتسوق، إلا أنك عندما تدخلها الآن تجدها مدينة خاوية على عروشها، لأن المواسير تسببت في إغلاق شارع الهواشم المتفرع من شارع بورسعيد نتيجة لوجود المواسير الضخمة على سطح الأرض.

يقول محمود مدني، مدير عام الشؤون الأثرية بنجع حمادي، إن فرشوط مدينة قديمة اسمها فرجوط، ثم عرفت باسم فرجود ثم باسم برشوط.

وتابع: فرشوط مدينة لها مكانتها التجارية بالإضافة إلى دورها السياسي والديني بين البلاد منذ القرن السابع عشر الميلادي، وقد ساعدها على ذلك الدور التجاري والحضاري لبعض القرى المجاورة مثل "بهجورة" و"هو" و"قصر الصياد"، وكذلك لموقعها المتميز على طريق الدرب الأربعينى وهو الطريق التجاري الأهم في جنوب الصعيد بعد نهر النيل، حيث نشأ بها سوق كبيرة سميت بسوق "البرين" أصبحت ملتقى كل قاصد للتجارة ما بين جرجا وقنا، وتدل وثائق الوقف والبيع والشراء بهذه المدينة على مدى ثرائها وقوتها التجارية منذ القرن السابع عشر وحتى الآن.

وحذر من كارثة إقبال فصل الصيف، نظرًا لأن تلك البيارات ستصبح بؤرة للتلوث يتم إلقاء القمامة فيها والمياه الملوثة، وطالب المسئولين عن المياه والصرف الصحى بقنا بضرورة إنهاء تلك المعاناة ورفعها عن كاهل المواطنين.

وشدد الضمرانى على ضرورة رفع تلك المواسير والعمل على إزاله تلك البيارات، التى قد تتسبب فى كارثة تمنع على  سبيل المثال وصول سيارات الإسعاف او المطافئ عند الحاجة إليها مما ينذر بخطر كبير على المدينة.

وقالت سوزان أحمد على، عضو تقصى الحقائق بمركز حماية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان بقنا، إن شارع البوستة المتفرع من شارع بورسعيد وهو الشارع الأكثر حيوية بالمدينة، والذى يصل فيه عدد محال المجوهرات إلى أكثرمن 50 محلًا وأكثر من 10محلات جزارة معطلة، بسبب وجود بيارة منتصف الشارع تعيق وصول السيارات القادمة من خارج المدينة للوصول.

وأضافت أن هذا أدى إلى إغلاق بعض المحال لعدم قدرتهاعلى الوفاء بالتزاماتها، كما يوجد شارع الهواشم وهوشارع غربى المدينة، ويعتبر مدخلًا رئيسيًّا لها ولا بديل له مغلق تمامًا بحكم وجود بيارة للصرف الصحى ارتفاعها أكثر من متر ونصف مما يعيق حركه المرور.

وتابعت: يعانى نفس الشارع من قيام  مسئولى الصرف بمد مواسير كبيرة على طول الشارع منذ عدة أشهر، مما أدى إلى إعاقة كامله للسير بشتى الوسائل.